تُحفِّز اللقاحات الاستجابات المناعية الوقائية لجسم الإنسان، بحيث إذا أصيب الشخص بمسببات الأمراض (جرثومة)، يمكن لجهاز المناعة أن يسرع في منع العدوى من الانتشار في جميع أنحاء الجسم والتسبب في المرض.
ليس كل الأشخاص الحاملين لفيروس كورونا المستجد مصابين بمرض كوفيد-19. هناك أشخاص يحملون الفيروس دون أن تظهر عليهم أعراض المرض، في حين ينقلون الفيروس إلى الآخرين. كما أن معظم اللقاحات لا تمنع العدوى تمامًا، ولكن تمنعها من الانتشار في الجسم وحدوث المرض.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للعديد من اللقاحات منع انتقال الفيروس، الشيء الذي قد يوفر حماية جماعية وبالتالي، تتم حماية الأشخاص غير الملقحين من طرف الأشخاص الملقَّحين حولهم، لأن احتمالية تعرضهم للإصابة بالفيروس قليلة.
على غرار باقي اللقاحات الأخرى، يجب أن تخضع اللقاحات المطورة لمكافحة فيروس كورونا المستجد، لاختبارات مكثفة وصارمة قبل إدخالها إلى بلد ما. وبمجرد استعمالها، ستتم مراقبتها باستمرار للتأكد من أنها آمنة وسليمة للمستفيدين منها.
هناك العديد من الآليات الوقائية القوية لضمان سلامة لقاحات فيروس كورونا المستجد، حيث شارك في هذه التجارب، الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة أو الحاملون لأمراض مزمنة متوازنة (متحكم فيها) ، خصيصًا لتحديد أي آثار جانبية معروفة أو ضعف سلامة اللقاح.
في حال أظهرت تجربة سريرية أن اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد آمن وفعال، فيجب إجراء سلسلة من الاختبارات لفعاليته وسلامته، بما في ذلك المراجعة التنظيمية والموافقة في البلد الذي صُنع فيه اللقاح.
عادةً، يستغرق تطوير لقاح ما عدة سنوات لتأكيد سلامته وفعاليته وإنتاجه بكميات كافية للاستعمال العمومي. ولكن، بالنسبة للقاحات ضد فيروس داء كوفيد-19، فقد تم تقليص هذا الحيز الزمني بشكل كبير بفضل عوامل عدة منها:
- في بعض التجارب السريرية، تم تجميع المرحلتين الأولى والثانية لتقييم الأمان والاستجابة المناعية.
- نظرًا للعدد الكبير للحالات الجديدة لمرض كوفيد-19، فقد مكنت الدراسات متعددة المراكز من مقارنة الفرق بين الأشخاص الذين تلقوا اللقاح وأولئك الذين تلقوا العلاج الوهمي. Placébo
- استثمرت الحكومات بشكل مكثف، في مجالات تعزيز البحث والتطوير وكذلك القدرة على إنتاج أعداد كبيرة من الجرعات، قبل توفر نتائج تجارب المرحلة الثالثة. وتجدر الإشارة إلى أن كل هذه العوامل التي ساهمت في التطوير المتسارع للقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد، لا تشير إلى عدم احترام شروط السلامة او الأمانة العلمية والأخلاقية..
في البلدان التي يتم فيها تصنيع لقاحات فيروس كورونا المستجد، يُشرف المكلفون بالاستقصاء على الصعيد الوطني على مختلف مراحل تطوير اللقاح بناءً على معايير دولية صارمة تحترم الممارسات الكلينيكية والأخلاقيات العلمية. في المغرب، السلطات الصحية (مديرية الأدوية والصيدلة) هي المسؤولة حسب القوانين المعمول بها، عن الموافقة على استعمال أي عقار أو لقاح جديد.
تم تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) عبر حملة تلقيح تستهدف الساكنة وفقًا لجدول لقاحي محدد في جرعتين. تم التلقيح بشكل تدريجي لضمان تلقيح جميع السكان المستهدفين.
وقد أعطيت الأولوية للموظفين العاملين في الصفوف الأمامية، أي مهنيي الصحة، والسلطات العمومية، وقوات الأمن، وموظفي التربية الوطنية. بعد ذلك، تم تمديد التلقيح إلى عامة الساكنة وفقًا للفئة العمرية المحددة. ويتم تنفيذ حملة التلقيح على مستوى محطات التلقيح هذه وفق نمطين: نمط قار حيث ينتقل السكان إلى موقع التلقيح، ونمط متنقل يتم فيه تنقل فرق التلقيح الملحقة بالمحطة نحو النقاط المتنقلة.
ولتمكين الساكنة من التلقيح في ظروف جيدة، تم وضع جميع التدابير الاحترازية اللازمة، مع احترام جودة اللقاح في جميع مراحل سلسلة التوريد (ضمان التخزين الفعال للقاح): منذ استقبال اللقاح وإلى غاية استعماله لتلقيح الساكنة المستهدفة.
لا تزال الدراسات جارية لتحديد مدة حماية الشخص المصاب بكوفيد-19؛ وهذا ما يسمى بالمناعة الطبيعية أي مقاومة الجسم للفيروس طبيعيا.
في حين، تميل النتائج الأولى إلى أن المناعة الطبيعية ضد كوفيد-19 لا تدوم طويلا. وبما أن مدة الحماية من الفيروس تستمر لأشهر قليلة فقط، فقد يكون التلقيح أكثر إفادة.
لا يمكن الإصابة بكوفيد - 19 نتيجة للتلقيح. تستخدم اللقاحات المضادة لكورونا فيروسًا غير مفعلاً، أو أجزاء من الفيروس، أو جين فيروس. لا يمكن لأي من هذه الانواع من اللقاحات أن يسبب مرض كوفيد -19.
لا تعتبر الحساسية الموسمية والغذائية من موانع التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد. على الأشخاص الذين عانوا سابقا من ردود فعل خطيرة، مثل الحساسية المفرطة للأدوية أو اللقاحات، عدم التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد.
للإشارة، لا ينبغي إعطاء جرعة ثانية من اللقاح لدى شخص تبين أنه يعاني من حساسية مفرطة عند أخذه للجرعة الأولى من هذا اللقاح.